من الهند.. إلى الكوكب الأحمر

فرحة العالمات الهنديات المشاركات في رحلة الهند إلى المريخ
علماء وعالمات اجتمعن للاحتفال بوصول المركبة الهندية «مانجاليان» إلى مدار كوكب المريخ.. العالمات كن يرتدين «الساري الهندي» وتنتصف جباههن بالنقاط الملونة المتعلقة بالطقوس الدينية... قد يكون العقل الهندي أحد أبرع العقول في خلق الأساطير ونسج الحكايات على مر التاريخ، إذ يمتلك هذا الشعب إحدى أطول الملاحم، وهي ملحمة «المهابهاراتا» الهندوسية، بالإضافة لتنوع اللغات، والأديان، والآلهة في هذا البلد الأسيوي المتميز في العديد من الأشياء، ومن بينها، مؤخراً، وصوله إلى الكوكب الأحمر، ليكون بذلك الأول آسيوياً والرابع عالمياً بعد الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا!
الكثير من المشاهد السريالية التي تميز الهند عن سائر بلدان العالم، إلا أن هذا البلد لم يقف يوماً متفرجاً على واقعية العصر، فأخذ يبدع في مختلف المجالات، ومن بينها العلوم التي أوصلتهُ أخيراً إلى ذلك الكوكب عبر مهمة قيل بأنها «فريدة من نوعها ليس فقط لانخفاض تكاليفها، وإنما لنجاحها من المرة الأولى دون الحاجة لمحاولات أخرى كما هي العادة».
وتهدف الهند من خلال إرسالها لهذه المركبة، دراسة سطح الكوكب وتركيبته، بالإضافة للبحث عن غاز الميثان في غلافه الجوي والذي يعد من أهم الغازات الدالة على وجود أنماط حياة. وهي بذلك تقف جنباً إلى جنب الدول العلمية المتقدمة في مجال سبر أغوار هذا الكوكب الشبيه بالأرض...
وهنا استحضر «جون غروتزينغر» الذي كتب في عدد من أعداد مجلة ناشونال جيوجرافيك موضوعاً بعنوان «رحلة ميدانية إلى المريخ» تحدث فيه عن عملهم في استكشاف هذا الكوكب، والجهد المبذول «من أجل البحث عن أدلة كيميائية تثبت أن المريخ ليس مختلفاً كثيراً عن كوكب الأرض، وبأنه كان ذات عصر سحيق قادراً على استيعاب الحياة على سطحه» وقد استطاع جون وفريقه أن يثبتوا عبر حفر الصخور بمركبة «كيريوزيتي» أن المريخ كان قابلاً للحياة! لكنهم لم يؤكدوا ما إذا كان هذا الكوكب ضم حياةً أم لا، وهذا ما يجري البحث عنه...
وبالعودة إلى «مانجاليان» فقد كتبتُ مقالاً بعد أيام من إطلاقها قبل عشرة أشهر، وكان بعنوان «هندي ولكن يسافرُ في الفضاء!» تحدثت فيه عن تعميم سائد في مجتمعاتنا يقلل من شأن هذه الأمة، وبينت بأنها تمتلك أسماءً أسهمت في مسيرة العلوم، والعالم! وأما في هذا المقال فقد تقصدت البدء بالحديث عن العالمات المحتفيات بانتصارٍ شاركن في صنعه، ولم يمنعهن التزامهن بالزيّ التقليدي، أو اتباعهن لعادتهن الدينية، أو العرفية من أن يسجلن أسماءهن في نجاح سيبقى مخلداً في التاريخ كخلود أساطير الهند...

صحيفة الأيام البحرينية، 27 سبتمبر 2014
http://www.alayam.com/Home/Article/90147

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العتمة الموحشة!

"لوسي" وخرافة عقل الإنسان

العقل المتقدم والآخر المتحيون!