بيوتُ رب الفقراء أهمُ من عباده!


يداعبُ العازف أوتار كمانه، ليرتل ألحانهُ بآلام الفقراء الجياع على حافة هاوية الموت، وبجنونٍ يشدُ أوتار الكمان، حتى يصاب بالجنون الذي قتل قيساً عندما لم يظفر بليلاه!
نستطيع أن نحول الحزن لحناً، ونشمُ العشق عطراً، ونلمس المتعة جسداً، ونذيبُ الشهوة جنساً. لكنا نقفُ عاجزين من التخلص من الجوع آكلاً.. فلا وجود للآكل هناك في الصومال!

هنا...
نمتلكُ المال، نشيدُ أعلا المباني في العالم، وأفخم القصور، نشتري السلاح لنحارب ظلنا على الأرض!، نبني مساجد كالقصور لنعبد فيها رب الفقراء، ونُنشأ أجمل المآتم لنندب فيها الحسين الثائر على بذخ يزيد!
 نركبُ السيارات الرائعة، ونلبس أحلى الثياب، ونسكنُ أشرح المساكن، ونعبدُ أفضل الآلهة!
منذُ ولدنا الآكلُ في فمنا، و"بامبرز" تحيطُ خصرنا!

هناك...
 جياع أجسادهم كالهياكل العظمية أو هي كذلك، لا يحصلون على خبزٍ يابس، أو ماءٍ صافي، أو مسكنٍ سليم!

بين "الهنا" و "الهناك" مفارقات!
لا يملكون أبراجٍ مشيدة، ولا بيوتٍ أمنة، ولا سيارات رائعة!..
للأسف فهم لم يرتدوا "بامبرز" حول خصرهم، ولم يعبدون آلهتنا كما بعضهم، ولا يستحقون الحياة كونهم لا يساوون قطعة سلاح (تنقذ المئات منهم).
السلاحُ أهمُ من إشباع جوعهم، ومساجدُ الله الرائعة بالزخارف أهمُ من كسائهم... وإنشاءُ المآتم الفخمة أقربُ إلى الله من إنقاذهم من الموت!

بين هنا وهناك.. يقول أحد القاطنين "هنا"
قف.. لماذا لا يشكر الجياع في أفريقيا ربهم، فلو شكروه ما أصابهم مثل هذا العذاب!
ثانياً.. لماذا لا يشكروا ربهم على نعمة الجنس، فنراهم مُمتعين، ينجبون الكثير من العيال، دون حسيبٍ ورقيب، والحمدُ لله، إن هذا الإشباع خيرٌ من إشباع البطن!
ثم أن منهم وثنيون وزنادقة ومشركون يستحقون هذا العذاب في الدنيا والآخرة!
وكثيرٌ منهم لا يقيم الفروض الخمس، قبحهم الله!

النتيجة
شعوب تموتُ جوعاً. وأخرى تموتُ تخمة!
شعوب تموت جوعاً. وأخرى تبني مساجد لله، دون أن تنقذ عباد الله!
شعوب تموت جوعاً. وأخرى تنفق الملايين على متعٍ ليلية، وعلى الراقصات!
شعوب تموت جوعاً. إلخ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العتمة الموحشة!

الإعجـاز العلـمي.. والإنجـاز­ الوهمـي!

"لوسي" وخرافة عقل الإنسان