دهشةُ أداء ما بعد صمت الحكواتي..
عندما صمت عبد الله
الحكواتي، لم أكن أمتلكُ أداءً على المسرح، كنتُ جالساً في إحدى الجهات أُراقبُ بعينين
ترمشان للضرورة فقط !
كل الجهات أمام.. حتى
الأعلى، تستطيعُ من خلاله تسديد نظرك، ومشاهدة روائع ما بعد الصمت...
يبدأ عبد الله
الحكواتي بزيه الملائكي -ثوب بيضاء بأكمام متدلية- يبدأُ سرد حكاياه، إلى أن يحن
الصمت الذي قد يدوم أو لا يدوم!
يصمتُ الحكواتي وتبدأ
القصص الأسطورية.. تأخذك إلى الطفولة، إلى الرسوم الكارتونية، والحكايا الشعبية،
والخيالات...
قطار يمرُ بك سريعاً على
العديد من محطات الذكريات التي بدأت تتلاشى من ذاكرتك!
المسرح "أقوى
الفنون وأجملها وأكثرها شمولية، فهو يقدم المتعة بالضحك والبكاء، ويثيرهم –الجمهور-
بالقصص الغريبة المدهشة الممتدرة من رحم الأسطورة إلى قلب الواقع"* كنتُ أودُ
التأكد من ذلك بنفسي. نعم، كنتُ أتحقق كلما تقدم العرض من ذلك!
في طفولتي سمعتُ بأن
شخصاً من أبناء القرية استيقظ صباحاً فوجد نفسهُ أبكماً بعدما كان قادراً على
الكلام قبل أن ينام!
تخيلتهُ لوهلة، وأنا
مندمجٌ في مشاهدة العرض، بأن أبن قريتنا جاءهُ شخصُ في الحلم وقال لهُ ما قيل لعبد
الله الحكواتي "أمامك القليل من الكلمات.. لا تبعثر كلماتك"!
لا أعرفُ على وجه
التحديد حكايات ما بعد صمت أبن قريتنا، إلا أنني لا أنسى تفاصيل حكايات ما بعد صمت
عبد الله الحكواتي...
أدهشني العرض وبالأخص
قصة ذلك الفقير الذي سافر لأيام وعمل في بستان السلطان، من أجل ثلاث تفاحات، تكن
إحداهم سبباً في تقطيع زوجته إرباً إرباً..
-
عبثية، وحزنٌ ودموع!
ثم ذلك السلطان
المتحدي اللذي هزمهُ شخصٌ بائس جاء بما لم يستطعهُ السابقون، فراحت رؤوسهم وبقي
رأسهُ يدهش المشاهدين بالسرد والإيقاع، والإسترسال في الإدهاش والكلام!
وبعد ذلك الصديق الذي
يخدعُ صديقه..
-
ضحكٌ وغباء، ومحبة!
وأخيراً أعمى يرى
عالماً لم يشاهدهُ أحدٌ قط.. ولن يشاهدهُ أحدٌ سواه!
-
ذلك العالم الوهم.. أجدرُ بالعيش من الواقع في كثيرٍ من الأحيان!
المسرحية التي أخرجها
الفنان حسين عبد علي، وشاركهُ في التمثيل الفنان عبد الله السعدواي، محمد الصفار،
محمود الصفار، باسل حسين، محمد المرزوق، عمل رائع وأداء مدهش.
لا أعرف إذا ما كانت
المسرحية مصورة أم لا؟ إلا أنني أتمنى أن اقرأ نصها ذات يوم!
تعليقات
إرسال تعليق