بئري العميقةُ شكي!

مُتكأً على آخر فصلٍ من اليقين!
إصبعٌ واحدةٌ بين عيناي وأُذني...
كان "علي" يُحضرُ أوجاعهُ للرحيل إلى البئر
وكُنتُ أُعدُ العشاء الأخير لهُ، وأُصارحهُ بعتراضي على القدرية!!
داهمتُ ما أُسميه قدر الفرد من نفسه
وبتدأتُ بهدم يقيني، بمعاول بدائية!
كنتُ أحلم في أن أكون أنا الحر دون انتظار ذلك من أحد..
وكنتُ أنظر لعلي وهو يصرخُ في البئر بتقريره اليومي!
كان يُفرغُ آلامهُ مثل آلهةٍ تسرق ما تستطيع من القدرة الخارقة.. لتهبها للإنسان البدائي على الأرض، فيرفضها الإنسان بحماقته!
يصرخ.. وأسمعُ صوت صدى البئر..
يعتريني شعورٌ مماثل...
أذهب للبئر
أصرخ فيها، مثل عليٍ..
أبوح بكل الشكوك...
...
أنتهي...
ينتهي صداي من البئر!
وأصعد للمدينة -موطني- لأعود إلى الشك
حيثُ بئري العميقة شكي!

تعليقات