يوقدون شمعة.. ويلعنون الظلام!

by: Fotis Varthis

* سيد أحمد رضا
ألا تثيرك معرفة أن السفر عبر الزمن، نحو المستقبل، ممكنة؟ والدليل أن العلماء استطاعوا التحقق من ذلك مخبرياً على مستوى الجسيمات الصغيرة غير المدركة حسياً إلا بمساعدة التقنيات والآليات الحديثة. هذا ما يقوله المتخصص في المستقبليات، الفيزيائي ميشيو كاكو. لكن ليس ذلك هو حديثنا، فقد نقلت هذا المعلومة المثيرة لأتحدث عن مبادرات مثيرة ستفتح لك نوافذ تطل على العلوم والمعرفة والتكنولوجيا.
العديد منا يسعى للتغيير، فيؤمنون بأن التغيير يبدأ من الفرد «غير نفسك يتغير ما حولك» إلا أننا كثيراً ما نؤمن بهذه المقولة دون أن نطبقها في واقعنا، مقدمين التبريرات والمعاذير التي تحول بين الإيمان بتلك المقولات وتطبيقها.
لكن هناك آخرين يقومون بذلك بالفعل. ففي عصر الأنترنت أضحى من السهل أن تبدأ التغيير بنفسك، ذلك أن التغيير لم يعد مرهوناً بالشخوص ذات الشهرة أو الشعبية الواسعة، بل أمسى بمقدور كل فرد أن يكون هو هذا الشخص، وهذا ما توفره وسائل التواصل الاجتماعية، إذ بإمكان أي مغمور أن يجتذب آلاف الأشخاص لمتابعته، والاطلاع على مبادراته. عندها يحق لهُ التساؤل بكل جدية عن مقدار التغيير الذي باستطاعته أن يفعله.
سأعرض هنا لمبادرتين فرديتين أعتبرهما نماذج تستحق التوقف. وأبدأ بمبادرة الدكتور الكويتي محمد قاسم الذي أطلق «السايوير برودكاست» وهو عبارة عن برنامج صوتي على شبكة الإنترنت، وتطبيقات الهاتف الذكي، يقدم فيه الدكتور برنامجاً علميا وتكنولوجيا يتناول موضوعات حديثة بشكل من التفصيل، وبقدر من التشويق والتبسيط. في هذا البرنامج المتاح للجميع يقدم الدكتور قاسم حلقات تتناول آخر المستجدات، وإلى جانب هذه الحلقات الصوتية، يقوم الدكتور بنشرها مكتوبة على «مدونة السايوير» ويدعمها بالمراجع والتوضيحات. وقد سبق للدكتور طرح العديد من الموضوعات في السايوير والتي تناولت آلية عمل نظرية التطور، والأكوان المتوازية والعوالم المتعددة، بالإضافة للعقل البشري والذكاء الاصطناعي، والخلية الصناعية، وغيرها من الموضوعات العلمية والتقنية وموضوعات الخيال العلمي. كما يستضيف الدكتور عدداً من الباحثين والمختصين في العديد من المجالات لطرح الاسئلة عليهم، ومناقشتهم. أطلق «السايوير برودكاست» في العام 2009، وقد كتب الدكتور محمد بأنهُ يهدف إلى «نشر العلم الصحيح بين الناس، وتكوين وعي لدى المستمعين لما يحدث في العالم من تطورات علمية هائلة»، ويعتمد الدكتور في طرحه على تسهيل المعلومات، والحرص على الدقة، بالإضافة للتنوع، والحيادية، والإبتعاد عن طرح رأيه الشخصي، إيماناً منهُ بأن الرأي الشخصي في هذه الأمور بحاجة للتدعيم التجريبي والعلمي المثبت.
مبادرة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي مجلة «آفاق العلم» التي أطلقها أياد أبو عوض، والتي تعنى بتقديم وعرض مختلف العلوم. وقد تعرفت على هذه المجلة صدفة قبل أكثر من ثلاثة أعوام، فشرعتُ بتحميل كل أعدادها السابقة، وصرتُ انتظرها كل شهرين حيثُ تصدر، لقراءة مواضيعها المثيرة!
أطلق أياد أبو عوض هذه المجلة رغبةً منهُ في «المساهة بالوصول إلى تغيير حقيقي في مجتمعاتنا العربية» والذي لا يأتي إلا عن طريق العلم والمعرفة كما يكتب أبو عوض. فكانت مبادرته المجانية والمتاحة في فضاء الشبكة العنكبوتية بمثابة تغيير حقيقي بدأهُ بنفسه ليصنع به تغييراً آخر على مستوى العديدين، وأنا أحدهم، حيثُ قادتني هذه المجلة إلى آفاق أدين بها إلى رئيس تحريرها أياد الذي قدم خلال عدد من السنين العديد من العلوم والمعارف عبر مجلة «آفاق العلم، مجلة العلوم والمعرفة للجميع».
موقع السايوير برودكاست:
www.mqasem.net/sciware
موقع مجلة آفاق العلم:
www.sci-prospects.com

صحيفة الأيام البحرينية، 27 فبراير 2014
http://www.alayam.com/writers/11574

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العتمة الموحشة!

"لوسي" وخرافة عقل الإنسان

العقل المتقدم والآخر المتحيون!