أحدٌ غيرنا في الكون؟

صورة تحاكي أحد الكواكب التي اكتشفها تلسكوب كبلر، من وكالة الفضاء ناسا. تصميم: سيد أحمد رضا
* سيد أحمد رضا
«أشعر أحياناً بأن هذا الوجود متاهة نحن لسنا فيها سوى صورة تائهة» هذا ما يقوله ابن سينا في رواية جيلبرت سينويه، إلا أن شعوراً كهذا يدفعنا للسؤال: هل نحنُ بالفعل صور تائهة في هذا الكون الكبير؟ وهل أحدٌ غيرنا يعي هذا التيه ويبحث عن أجوبة؟ وإذا كان هناك غيرنا في الكون؛ فكيف سيكون شكلهم؟ ومستوى ذكائهم؟ لا إجابة حاسمة على كل تلك الأسئلة، لكن هناك الكثير من الفرضيات!
في العام 1995 اكتشف أول كوكب خارج مجموعتنا الشمسية، كان ذلك بمثابة تأكيد على أن نظامنا الشمسي واحدٌ من بين أعداد هائلة من الأنظمة الشمسية في مجرتنا والمجرات الأخرى، وهذا يعني الكثير من التبعات؛ كوجود كواكب شبيهة بالأرض، وكواكب تقع في نطاق الحياة، بالإضافة لإمكانية احتوائها على الماء السائل، كل تلك الأشياء جعت السؤال عن ما إذا كنا وحدنا في الكون يطرح بشكل جدي...
انطلق العلماء بالبحث عن أشكال حياة في مجرتنا ابتدءاً من البحث عن كواكب صخرية شبيهة بالأرض، وقد اكتشف تلسكوب كبلر ألوفاً من هذه الكواكب في نطاق مجرتنا وحدها. كما اتخذ العلماء ظروف نشأة الحياة على الأرض نموذجاً للبحث، رغم احتمالية أن تكون هنالك ظروف مختلفة لنشأة الحياة على الكواكب الأخرى، لكن كون الحياة على الأرض هي النموذج الوحيد المعروف بالنسبة لنا، فلابد من البحث عن شيء مشابه!
العلماء يفترضون العديد من الفرضيات حول شكل الحياة في الكون، وأشكال الكائنات المحتملة، ويؤكد البعض منهم بأن أشكال الحياة في الخارج قد تبدو أغرب مما تخيلته السينما، وأدب الخيال العلمي! فعلى سبيل المثال لا مبرر لأن تمتلك تلك الكائنات الفضائية عينين، وأذنين، وفم... وليس من الضروري أن تعتمد على الأوكسجين خلال عملية التنفس، ذلك لامتلكها أنظمة بديلة تزودها بضروريات الحياة المتناسبة معها!
هذا ولم يكتف الإنسان بالفرضيات، بل ذهب أبعد من ذلك عبر إنشاء المشاريع المتفرغة للبحث عن الكائنات الذكية في الكون كمشروع سيتي «SETI» المعني بالبحث عن الذكاء خارج الأرض، بالإضافة لإرساله العديد من المركبات التي تقوم بالبحث عن أشكال حياة على سطح الكواكب والأقمار في مجموعتنا الشمسية.
في الختام؛ أعتقد بأنهُ ليس مستغرباً وجود أشكال حياة في الكون غير تلك التي على الأرض، بل الغريب عدم وجودها في ظل هذه المساحات التي تقاس بالسنين الضوئية، والأعداد اللا محدودة للمجرات، والنجوم، والكواكب... الأمر أشبه بشخص يعتقد بأنهُ الوحيد في غرفة فندق طوابقه وغرفه لا تعد ولا تحصى!

صحيفة الأيام البحرينية، 18 يونيو 2014
http://www.alayam.com/writers/12898

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العتمة الموحشة!

"لوسي" وخرافة عقل الإنسان

العقل المتقدم والآخر المتحيون!